الذكاء الاصطناعي والشرق الأوسط: استعادة السرد من قلب التحيّز الرقمي يونيو 21, 2025

تكنلوجيا

في الأدبيات الغربية، وفي معظم نماذج الذكاء الاصطناعي المُتاحة حاليًا، غالبًا ما يُختزل الشرق الأوسط إلى صورة نمطية ساذجة: فضاء جغرافي مزدحم، يضجّ بالفوضى والعنف والاضطراب، خالٍ من الإبداع السياسي والتراكم الحضاري، ولا يُرى فيه سوى بؤر توتر ومآسٍ إنسانية متلاحقة. لكن هل تمثّل هذه الرؤية الواقع حقًا؟ الجواب، دون تردد، هو النفي. ما نشهده ليس سوى صورة مجتزأة ومشوَّهة، فرضتها قراءات خارجية لم تسمح لأبناء المنطقة أن يُدوّنوا سردهم الخاص، أو يُنتجوا خطابهم المعرفي بلغتهم، ومن داخل سياقاتهم التاريخية والثقافية.

لقد حُرم الشرق الأوسط، عبر عقود طويلة، من تمثيل نفسه تمثيلًا عادلاً في الفضاء المعرفي العالمي، بما في ذلك مجال الذكاء الاصطناعي. لم تُدرج في نماذج التعلم الآلي خرائط الكفاح، ولا تاريخ المقاومة، ولا مشروعات التحرر الوطني، بل سُوِّقت للعالم صيغ جاهزة تختزل الإقليم إلى “مشكلة مزمنة”، لا إلى “حل محتمل”، وإلى فضاء فوضوي لا يصلح إلا لأن يكون ساحة لصراعات الآخرين، لا بيئة صالحة للنهضة الذاتية. وهذا التحيز البنيوي لم يكن نتيجة الصدفة، بل جاء امتدادًا لمركزية معرفية غربية تعاملت مع المنطقة بوصفها موضوعًا لا ذاتًا، وهامشًا لا مركزًا