الصين تشترط إلغاء الرسوم لبدء المفاوضات التجارية وأميركا تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية مايو 18, 2025

اخبار دولية

في تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ يوم الجمعة، أفادت بأن الحكومة الصينية تنظر بجدية في “العروض المتكررة” المقدمة من مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى لبدء مفاوضات تجارية، لكنها شددت على أن هذه المفاوضات لن تنطلق ما لم تبادر واشنطن إلى إلغاء الرسوم الجمركية الأحادية الجانب.

وأكدت وزارة التجارة الصينية في بيان رسمي أن “عدم تصحيح الولايات المتحدة لإجراءاتها الأحادية الخاطئة بشأن الرسوم الجمركية، يكشف عن غياب النية الصادقة لديها، ويُفاقم من تآكل الثقة المتبادلة بين الطرفين”.

الشركات الأميركية تدفع الثمن

يأتي هذا الموقف الصيني في وقت تتزايد فيه المؤشرات على الأضرار التي خلفتها الحرب التجارية على الشركات الأميركية. فقد أعلنت شركة “آبل” عن نتائج فصلية مخيبة للآمال في السوق الصينية، وحذّرت من أن الرسوم الجديدة ستزيد من تكاليفها في الربع الحالي. وفي السياق نفسه، توقعت شركة “أمازون” بيئة أعمال أكثر صعوبة في الأشهر المقبلة.

كما لم تسلم الشركات الأميركية التي تعمل على تعزيز قدراتها التصنيعية داخل البلاد من التأثيرات السلبية، إذ تواجه عراقيل بسبب الرسوم المفروضة على المعدات والآلات المستوردة من الصين. وقد تقدمت أكثر من 180 شركة – من بينها “فورد” و”تسلا” – بأكثر من 1100 طلب إعفاء جمركي من هذه الرسوم.

المستهلك الأميركي تحت الضغط

من المنتظر أن يشعر المستهلك الأميركي بآثار مباشرة مع بدء تطبيق رسوم جديدة على السلع الصينية منخفضة القيمة، ما قد يشكل ضربة قوية للبائعين المستقلين على الإنترنت الذين يعتمدون على الواردات الرخيصة. وفي تعليق ساخر، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “قد يجد الأطفال أنفسهم أمام خيار شراء دميتين فقط بدلًا من 30 كما في السابق”، في إشارة إلى تقلص الخيارات المتاحة في الأسواق نتيجة الرسوم.

انكماش في قطاع التصنيع الآسيوي

وفي آسيا، أظهرت بيانات “ستاندرد آند بورز غلوبال” تراجع النشاط الصناعي في معظم دول المنطقة خلال أبريل/نيسان، حيث أدى الغموض التجاري إلى ضعف الطلب وتراجع الطلبيات الجديدة، مع تسجيل انخفاض حاد في مؤشرات مديري المشتريات في كل من كوريا الجنوبية وتايوان.

وفي سياق متصل، أعلنت كوريا الجنوبية تحديد الثالث من يونيو/حزيران المقبل موعدًا لإجراء الانتخابات الرئاسية.

طوكيو تُلوّح بسندات الخزانة الأميركية

على الجانب الياباني، صرّح كبير المفاوضين التجاريين ريوسي أكازاوا بأن بلاده تأمل في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة في يونيو المقبل، عقب محادثات وصفها بأنها “صريحة ومنفتحة”، مع تأكيده على الحاجة إلى مزيد من التفاصيل التقنية.

من جهته، ألمح وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو إلى احتمال استخدام بلاده لحيازاتها الضخمة من سندات الخزانة الأميركية – الأكبر عالميًا – كورقة ضغط تفاوضية.

ميزانية أميركية تتقشف داخليًا وتنفق دفاعيًا

وفي خضم هذه التوترات، يستعد الرئيس دونالد ترامب لتقديم مشروع ميزانية أولي لعام 2026، يتضمن خفضًا في الإنفاق الداخلي ليبلغ 557 مليار دولار، بانخفاض قدره 163 مليار دولار مقارنة بالعام الجاري، مقابل زيادة في الميزانية الدفاعية لتصل إلى 1.01 تريليون دولار، أي بزيادة تبلغ 13%، وفقًا لما أعلنه مسؤولون في الإدارة الأميركية.