*الرفكه، بين الاقتصاد والأخبار*
«الرفكة» بالحسانية، أو (الرفقة) بالعربية الفصحى، مفهوم عمل تجاري واخباري متلازمان، وتعد الرفكه جزءا من حياة مجتمع (البيظان) حيث تعتمد عليه حياتهم الاقتصادية والاخبارية.
و هي ركيزة رئيسة تدار من خلالها حياة النمو الاقتصادي من جهة، وجلب الاخبار المهمة من موطن إلى آخر من جهة أخرى.
ولا شك أن “الرفكة”، أو القافلة، أو العير، تعني مجموعة من الرجال تسافر ركبانا على ظهور الابل المحملة “بالمؤنة” المتنوعة مما تتحصلوا عليه من صمغ، دباغ، حلي، وجلود، إلى غير ذالك من البضاعة المتنوعة لجلبه من مكان إلى آخر بغية بيعه أو مبادلته أو مقايضته.
يقوم على الرفكة عادة مجموعة من الرجال، ممن يؤتمن بيعهم، ويصدق قولهم، ينقلون الأخبار بالحرف واصفين ما يمرون به، ناقلين ما يشاهدون ويسمعون من غرائب الطريق وعجائب العادات، لذالك كان الناس يعتمدون في اخبار “الرفكه” التي ينتظرها كل المهتمين للاخبار بشغف كبير من قبل شيوخ القبائل والامراء من أجل معرفة التغيرات التي من خلالها تقرأ الأوضاع الأمنية على الغالب في السابق، يعتمدون اخبارها من أجل ضبط الامن من جهة، وعلى مردودها المادي لتوفير العيش الكريم لشعوبهم كما يعتبرونها عين الرقيب التي يرون من خلالها ما يدور على طريق تلك القوافل.
الرفكه، موروث شعبي مهم عاش على موردها المادي، ومعلوماتها الاسخباراتية امارات كانت سببا في قوتهم وسيادتهم.
وهي تراث موريتاني بحت، لا يوجد له مثيل في الأمم الأخرى، فكان يجمع بين التنمية الاقتصادية ونقل الاخبار المفصلة، الدقيقة والهامة التي غالبا ما تبنى على صدق الناقل.
كانت “الرفكه” اكثر شمولا وتعدد اسفار، حيث كانت تتجه إلى مدن بعيدة يتم فيها تسويق وبديلة ما لديها من بضائع.
حيث كانت تتجه غالبا الى بلاد السودان (مالي) حاليا، والمدن الحدودية جنوب السنغال، و بعض المدن الافريقية الاخرى لجلب بضائع متنوعة إلى الإمارات الموريتانية، وكان “الرفاكه” يدونون غالبا كل ما يمرون به في ذاكرتهم من اخبار تلك المدن والامم.
*موقع الرفكه الاخباري*
المدير الناشر لموقع الرفكة الإخباري : الحسن ولد ودادي ولد صيك