في أجواء من الجدية والاهتمام، انطلقت مساء اليوم الأربعاء في نواكشوط أعمال ورشة تكوينية حول الوقاية من السلوكيات الخطرة، بتنظيم من وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وتهدف الورشة، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام، إلى تعزيز قدرات الفاعلين التربويين في مواجهة السلوكيات السلبية في الوسط المدرسي، مثل العنف، وتعاطي المواد المؤثرة على العقل، والانحراف السلوكي، والشذوذ. ويشارك في الورشة قرابة 400 من الفاعلين التربويين من نواكشوط والولايات الداخلية، بالإضافة إلى ممثلين عن رابطات آباء التلاميذ وهيئات المجتمع المدني المهتمة بالشأن التربوي، وذلك من خلال عروض مباشرة وأخرى عن بعد.
وخلال افتتاح الورشة، أكدت معالي وزيرة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، السيدة هدى بنت باباه، أهمية هذا النشاط في حماية التلاميذ من السلوكيات المنحرفة التي تعيق مسارهم الدراسي، مشيرة إلى أن هذه الظواهر باتت تمثل تحديًا حقيقيًا يهدد تماسك المجتمع وسلامة النشء، خاصة في ظل التغيرات السريعة والتأثيرات المتعددة التي تحيط بالمدرسة.
وأوضحت معاليها أن المسؤولية في هذا المجال تقع بالدرجة الأولى على الأسرة والمدرسة، لما لهما من دور محوري في ترسيخ القيم وتحقيق التوازن النفسي والسلوكي لدى الناشئة. كما نوهت بالرؤية الاستشرافية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي جعل من المدرسة الجمهورية أداة لتحقيق العدالة والمساواة، وفضاءً يحمي العقول ويوفر تعليماً نوعياً يعزز الوحدة الوطنية ويكفل تكافؤ الفرص.
وقدمت الوزيرة شكرها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، على دعمهما المتواصل لجهود إصلاح التعليم في موريتانيا.
من جهته، عبر رئيس الاتحاد الوطني لرابطات آباء التلاميذ والطلاب، السيد أحمدفال ولد اسغير، عن تقديره لتنظيم هذه الورشة التي تلامس قضايا تربوية حساسة، مؤكداً أن الاتحادية كانت سباقة في التنبيه إلى خطورة هذه الظواهر، من خلال شبكتها الواسعة المنتشرة في عموم المؤسسات التعليمية.
أما مدير إدارة التربية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، السيد رامي زكي إسكندر، فقد أكد أن هذه الورشة تعكس التزام الألكسو بحماية الأطفال وتعزيز الأمن التربوي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن المنظمة تولي أهمية كبيرة لتنشئة الشباب وحمايتهم من الانحراف، عبر دعم الاستراتيجيات الوطنية وتقديم الخبرات الفنية للدول الأعضاء.
وبدوره، أشار الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، السيد محمد ولد سيدي عبدالله، إلى أن الورشة تندرج في إطار الدعم المستمر الذي تقدمه الألكسو للدول الأعضاء، من أجل تأمين بيئة تعليمية آمنة وسليمة. كما شدد على أن تعزيز الدعم النفسي والتربوي للمراهقين يشكل محورًا أساسيًا في مسار إصلاح التعليم، داعيًا إلى تعبئة وطنية شاملة لمواجهة المؤثرات السلبية والتحديات الجديدة التي تواجه البيئة المدرسية.
وشهد حفل الافتتاح حضور وزير تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، ووالي نواكشوط الغربية، والأمين العام لوزارة التهذيب الوطني، وعدد من المسؤولين في القطاع.