دراسة تكشف دور فيروس “إبشتاين-بار” والعوامل الوراثية في رفع خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بريل 15, 2025

الصحة

كشفت دراسة علمية جديدة عن أن التفاعل بين الاستعداد الجيني ووجود الأجسام المضادة لفيروس “إبشتاين-بار” (EBV) في الجسم قد يؤدي إلى زيادة ملموسة في خطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد (MS)، وهو اضطراب مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، ويُعدّ أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة بين الشباب.

الدراسة أجراها باحثون من “معهد كارولينسكا” في السويد بالتعاون مع كلية الطب بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في دورية “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” (PNAS) في 10 مارس/آذار الجاري، وتناولها موقع “يوريك أليرت”.

الفيروس والحالة المناعية

فيروس “إبشتاين-بار” شائع للغاية، إذ تشير التقديرات إلى أن 90-95% من البالغين يحملونه، وغالبًا ما تحدث الإصابة به في الطفولة دون أعراض تُذكر، أو بأعراض خفيفة. إلا أن العدوى قد تتسبب لدى الشباب في الإصابة بالحمى الغدية. ويُعتقد أن كل من تم تشخيصه بالتصلب المتعدد سبق له الإصابة بالفيروس، لكن العلاقة بين الفيروس والمرض لم تكن مفهومة بالكامل.

تشابه البروتينات.. ومهاجمة الجسم لنفسه

الدراسة كشفت أن الأجسام المضادة لبروتين “EBNA1″، أحد بروتينات فيروس “إبشتاين-بار”، يمكن أن تهاجم عن طريق الخطأ بروتينًا مشابهًا يُعرف باسم “غليال كام” (GlialCAM) في الدماغ والنخاع الشوكي، ما يُرجح أن يكون سببًا في نشوء مرض التصلب المتعدد. كما أظهرت النتائج أن وجود هذه الأجسام المضادة إلى جانب عوامل وراثية معينة يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالمرض.

فحص سريري وتحليل عينات

اعتمد الباحثون على تحليل عينات دم تعود إلى 650 مريضًا بالتصلب المتعدد، و661 شخصًا غير مصاب، وقارنوا فيها مستويات الأجسام المضادة لبروتينات فيروس “إبشتاين-بار” والبروتينات الدماغية المشابهة. وتبيّن أن المرضى لديهم مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة، وخاصة في حال وجود استعداد جيني.

نحو تشخيص مبكر وعلاج أفضل

قال البروفيسور توماس أولسون، رئيس فريق البحث في قسم علوم الأعصاب السريرية بمعهد كارولينسكا، إن فهم هذه الآليات قد يفتح الطريق أمام تطوير أدوات تشخيصية وعلاجية أكثر فاعلية لمرض التصلب المتعدد.

وأضاف البروفيسور لورانس ستاينمان، من جامعة ستانفورد والمشارك في البحث، أن النتائج الجديدة تُسلّط الضوء على آلية التفاعل المعقد بين العوامل الوراثية والمناعية في المرض، مما يقرب الباحثين من فهم أعمق لأسبابه.

في الخطوة التالية، يعتزم الفريق تحليل عينات دم لأشخاص لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد، بهدف التحقق من توقيت ظهور الأجسام المضادة وما إذا كانت تسبق الإصابة. ويأمل الباحثون أن تساهم هذه المؤشرات في اكتشاف المرض مبكرًا وتقديم تدخلات علاجية استباقية