تم اليوم الاثنين في نواكشوط تنظيم حفل إطلاق مشروع القضاء على العمى الناتج عن إعتام عدسة العين، منظم من طرف وزارة الصحة، وهيئة GX الصينية.
ويهدف المشروع إلى إجراء 1000 عملية جراحية مجانية لإزالة المياه البيضاء “اطبيكه”، كما يمثل استمرارا لحملات “مسيرة النور” المتمثلة في إجراء عمليات جراحية لصالح مرضى العيون، وخاصة إعتام عدسة العين والتي استفاد منها عشرات المواطنين منذ بدايتها وحتى الآن من خلال استعادة رؤيتهم بشكل مجاني.
وأعربت وزيرة الصحة السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس، في كلمة لها بالمناسبة، عن سعادتها بحضور هذا الحدث الهام، موضحة أن الوفد الصيني سيرفع قاعدة جديدة من قواعد التعاون الممتاز بين البلدين الممتد منذ سنوات الاستقلال، شاملا كافة المجالات الحيوية بالنسبة لتنمية موريتانيا، ومن أهمها المجال الصحي.
وقالت إن جمهورية الصين الشعبية قد ساهمت في تشييد عدد كبير من المنشآت الصحية الوطنية، وزودتها بالتجهيزات والمعدات الطبية، كما ساعدت في تكوين وتدريب طواقمها الصحية والإدارية.
وبينت أن الذاكرة الموريتانية تحفظ لجمهورية الصين الشعبية التضامن مع بلادنا في أحلك الظروف المناخية والصحية، ابتداء بسنوات الجفاف في سبعينيات القرن الماضي وانتهاء بجائحة كوفيد-19، كما قدمت للمركز الوطني للاستطباب دعما واسع النطاق عبر تدريب بعض الأطباء وتكوينهم خلال ملتقيات نظمت في الصين، ومساعدة المستشفى سنويا بالأدوية والمعدات الطبية، وتطوير مركز العيون في المستشفى الوطني بالتعاون مع مستشفى “خيردان” في الصين، فضلا عن بناء مصلحة للأمراض المعدية وتجهيزها بأحدث المعدات اللازمة، وقد تم استخدام هذه المصلحة لحجز المصابين بجائحة كوفيد 19.
ولفتت إلى أن جمهورية الصين الشعبية، قامت منذ 2015 وحتى الآن بحملات “مسيرة النور” المتمثلة في إجراء عمليات جراحية لصالح مرضى العيون، وخاصة إعتام عدسة العين والتي استفاد منها عشرات الموريتانيين باستعادة رؤيتهم بشكل مجاني، بالإضافة للبعثة الصينية المقيمة في المستشفى الوطني والتي تضم نخبة من الأطباء، لافتة إلى وجود بعثة طبية صينية تجري عمليات جراحية مجانية لإزالة المياه البيضاء “اطبيگة” بإشراف من هيئة GX هونغ كونغ، بالتعاون مع مركز الاستطباب الوطني، لرفع المعاناة عن ألف من مرضى العيون خاصة من الفئات المتعففة.
وشكرت الوزيرة هيئة GX هونغ كونغ على ما تقدمه من خدمة لصالح المرضى، خصوصا الفئات الضعيفة، والسفارة الصينية على جهودها الجبارة في إطار الرفع من أداء العلاقات الثنائية التي ظلت ممتازة بين البلدين.
من جهته عبر السفير الصيني المعتمد لدى بلادنا سعادة السيد لي بيجين، عن سعادته بحضور حـفل انـطلاق مشـروع “الـقضاء عـلى الـعمي الـناتـج عـن إعـتام عـدسـة العين”، شاكرا باسم السفارة الصينية في موريتانيا رئيس مـنظمة GX السيد لیونغ تـشون ينغ وجميع مـوظـفیھا، وكـذا الأطـباء الـصینیین الذين أجروا العمليات الجراحية للعيون، مثمنا جهود وزارة الـصحة عـلى الـدعـم والـتعاون الجادين لانطلاق هذا المشروع الهام الذي سیعمق التعاون بين البلدين في المجال الصحي.
وأشاد بالتعاون الثنائي بين البلدين، الذي ظل ينمو ويتعزز وفق إرادة قائدي البلدين، وخصوصا فيما يتعلق بالـمجال الـصحي.
وبدوره قال نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، ورئيس منظمةX ، السيد لیونغ تـشون ينغ، إن موريتانيا تعتبر من أوائل الدول الافريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين على مدى أكثر من نصف قرن، وبالرغم من التحديات والتغييرات المعقدة في الساحة الدولية ظلت العلاقات الثنائية بين البلدين ممتازة.
وبين أن موريتانيا تعتبر من أوائل الدول الافريقية التي حصلت على دعم طبي من الصين، حيث أرسلت 35 دفعة من الفرق الطبية إلى موريتانيا منذ 1968 لتقديم المساعدة الطبية.
وقال إن إطلاق هذا المشروع سيساهم في معالجة جميع المرضى المصابين بالعمى الناتج عن إعتام عدسة العين، بشكل مجاني.
وحضر حفل الافتتاح عدد من أطر وزارة الصحة، وممثلين عن هيئة GX الصينية، وأعضاء البعثة الصينية.