يبدو أن أسطورة كرة القدم البرازيلية، رونالدو نازاريو، بات على وشك إنهاء مغامرته في عالم الاستثمار الرياضي، من خلال بيع نادي ريال بلد الوليد الإسباني، الذي هبط رسميًا إلى دوري الدرجة الثانية بسبب الأداء الكارثي هذا الموسم.
ومع تبقي أربع جولات على نهاية الدوري الإسباني، يتذيل الفريق جدول الترتيب برصيد 16 نقطة فقط، أي نصف رصيد أقرب الفرق الهابطة، لاس بالماس، ما يعكس حجم الأزمة التي يعيشها النادي. وخلال آخر 15 مباراة، فشل الفريق في تحقيق أي فوز، واكتفى بتعادل واحد مقابل 14 هزيمة.
رونالدو، الملقب بـ”الظاهرة”، استحوذ على النادي في عام 2018 مقابل 30 مليون يورو، إلا أن النتائج لم تكن على قدر التطلعات، حيث هبط الفريق ثلاث مرات خلال خمسة مواسم فقط، مما فاقم غضب الجماهير وسخطها على المالك البرازيلي.
غضب جماهيري وتصعيد غير مسبوق
في مدينة بلد الوليد، بات رونالدو شخصية غير مرغوب فيها. فقد غاب عن مدرجات ملعب “خوسيه زوريا” منذ أغسطس/آب الماضي، وسط اتهامات بعدم الوفاء بالوعود، وافتقاره للجدية في إدارة النادي. وخلال مباراة الفريق الأخيرة أمام برشلونة، قام المشجعون بإلقاء 60 ألف ورقة نقدية مزيفة من فئة 500 يورو، تحمل صورة رونالدو مع عبارة “رونالدو عد إلى المنزل”، في مشهد يعكس حجم الإحباط الشعبي.
قرارات مثيرة للجدل وسلوك خارج الملعب
خلال السنوات الأخيرة، أثارت تصرفات رونالدو جدلاً واسعاً، إذ أبدى اهتماماً بتولي رئاسة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ما اعتبره كثيرون دليلاً على تشتت اهتمامه عن النادي. كما أثار غضب الجماهير حين اختار المشاركة في مباراة تنس خيرية أثناء إحدى مباريات فريقه، والتي بثها مباشرة على منصة “تويتش”، مما دفع المشجعين لرفع مضارب وشباك تنس في المدرجات كتعبير احتجاجي.
ومؤخراً، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور لرونالدو وهو في حالة سُكر أثناء خروجه من مطعم في مدريد، في الليلة نفسها التي تلقى فيها الفريق هزيمته الثامنة على التوالي، وهو رقم سلبي غير مسبوق في تاريخ النادي الممتد لنحو قرن.
البيع بات وشيكًا
في ظل هذه الأجواء المشحونة، أطلقت رابطة مشجعي النادي دعوات صريحة لرحيل رونالدو، واصفة إياه بأنه “أكبر مشكلات النادي”، خاصة في ظل استمرار تجاهله لمطالبهم. ولم يصدر أي تعليق من رونالدو بشأن الفيديو المتداول أو الضغوط المتزايدة.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن عملية بيع النادي باتت في مراحلها النهائية، بعد توقيع اتفاق مبدئي لنقل الملكية. وأشارت صحيفة دياريو آس إلى أن القيمة المحتملة للصفقة تتراوح حول 40 مليون يورو، مع وجود اهتمام من مجموعات استثمارية مكسيكية، إلى جانب مجموعة محلية من رجال الأعمال.
وتوقعت الصحيفة أن يكون شهر يونيو/حزيران المقبل حاسمًا في إنهاء الصفقة، ووضع حد لعلاقة استمرت أكثر من خمس سنوات بين الظاهرة البرازيلية ونادي بلد الوليد